صدر حديثاً عن مركز نماء للبحوث والدراسات كتاب جديد لي – بالإشتراك مع الزملاء هيثم سمير وهبة حداد – بعنوان “وصف تاريخي لتحريف نصين مهمين من الكتاب المقدس: التثليث والتجسد”، وأصل الكتاب رسالة كتبها الرياضياتي والفيزيائي الأشهر السير إسحاق نيوتن (1642-1727) ونشرت لأول مرة بعد ربع قرن من وفاته. والنسخة التي اعتمدنا عليها في ترجمة هذا العمل إلى العربية هي نسخة بخط مؤلفها نيوتن بحيازة الدكتور “إكينز” عميد كارلايل، وأعيد طباعتها عام 1841 من نسخة الأسقف “هورسلي” للأعمال الكاملة لإسحاق نيوتن.
يقول نيوتن في مقدمة رسالته: “نظراً لما أثارته فيك الكتابات الاخيرة من فضول لمعرفة حقيقة النص المتعلقة بالثلاثة الذين يشهدون في السماء [1يوحنا 5: 7] فقد أرسلت إليك هنا القراءات المختلفة لهذا النص من جميع العصور مع شرح لخطوطات حدوث التغيير بحسب ما أمكنني الاطلاع عليه من السجلات إلى وقتنا هذا”.
يجادل نيوتن أن نص التثليث (وهو الجزء الأكبر من الرسالة) ونص التجسد نصان غير أصليان، مشكوك في صحتهما، وهو يحشد في رسالته هذه مجموعة من الأدلة والشواهد النصية والترجمات المختلفة تنم عن إطلاع واسع، يشرح بها كيفية حدوث هذا التغيير وتسربه إلى نسخ الكتاب المقدس . يبرر نيوتن نقده بأن “جعل الدين الآن يتكئ على عصى هشة، يشكل خطراً على الدين أكثر من كونه ميزة” وأنه “لا توجد هنالك خدمة للحقيقة أكثر من تطهيرها من الزيف”، وهو يؤكد أن عمله لا يتعرض إلى الإيمان أو التعاليم بل غاية ما في الأمر أنه ينقد نصاً من الكتاب المقدس.
وميزة “وصف تاريخي لتحريف نصين مهمين من الكتاب المقدس: التثلث والتجسد” أنه لا يكتفي بنشر ترجمة عربية موثوقة لنص رسالة نيوتن فحسب، لكنه يزيد عليها ويقوي استشهاداتها النصية بتعليقات هي بمثابة خلاصة لما توصل له نقاد وعلماء الكتاب المقدس وفق قواعد علم النقد النصي والمعطيات العلمية الحديثة، ويضيف بيانات مخطوطاتها وفقاً للترميز الحديث لطبعة نستله-آلاند الشهيرة، كما وبها مرفقات توضيحية ترشد القارئ إلى كيفية حصول التغيير من المخطوطات القديمة.
الكتاب من إصدار مركز نماء (الطبعة الأول: ديسمبر 2015)، وهو متوفر – حالياً – في معرض جدة الدولي، الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر. وسيكون متوفراً كذلك في معرض القاهرة ومعارض أخرى قادمة إن شاء الله.
وكتبه أحمد شاكر
2015/12/17
عجيب جدا ان كثير ممن كتب في النقد النصي من النصارى يختمون كتاباتهم او يصدرونها بانهم لا يتعرضون للتعاليم او للايمان
جملة غير منطبقة اطلاقا على مجال النقد النصي
ولا ايه؟